محاضرة سفير دولة الكويت لدى أستراليا نجيب البدر حول السياسة الخارجية مع طلبة جامعة أستراليا الوطنية
حاضر سعادة سفير دولة الكويت لدى أستراليا نجيب عبدالرحمن البدر بعدد من طلبة جامعة أستراليا الوطنية وذلك حول السياسة الخارجية لدولة الكويت .
وصرح السفير نجيب البدر بأنه استعرض خلال المحاضرة مرتكزات السياسة الخارجية الكويتية القائمة على عدد من المبادئ المتعلقة بعدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام سيادة الدول والتسوية السلمية للنزاعات والالتزام بمبادئ ومواثيق التعاون الدولي ، وأكد السفير البدر بأن السياسة الخارجية اتسمت على الدوام بالاعتدال والاتزان مشيرا إلى المشاركة الهائلة للعديد من الدول لتحرير الكويت في عام 1991 ما هو إلا نتاج لهذه السياسة الخارجية المتزنة التي حظيت على احترام كافة دول العالم ، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية الكويتية اتخذت أدوارا جديدة بعد تحرير الكويت حيث باتت تركز على القضايا الإنسانية وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الدولي من خلال العمل الجماعي لمعالجة العديد من التحديات الدولية ، موضحا بأن العمل الإنساني تصدر سلم أولويات السياسة الخارجية الكويتية حيث استضافت الكويت 3 مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري .
وأبرز السفير البدر دور الكويت الإنساني وجهودها على الصعيد العالمي والتي توجت بتكريم حضرة صاحب السمو أمير البلاد ـ حفظه اله ورعاه من قبل الأمم المتحدة كقائد للعمل الإنساني الدولي ، منوها بأن الكويت د تبرعت بأكثر من 1.5 مليار دولار كمساعدات إلى شعب سوريا للمساعدة في تخفيف محنته الإنسانية ، مضيفا بأن هناك مساهمات للكويت في العراق واليمن وفلسطين وغيرها .
وأوضح السفير البدر الحيوية والديناميكية التي تتسم بها الدبلوماسية الكويتية وأدوارها النشطة منوها بأن عام 2018 سيشهد استضافة الكويت لعدد من المؤتمرات الدولية وخاصة استضافة مؤتمر الصومال للتعليم ، ومؤتمر دولي لأطفال فلسطين ، ومؤتمر دولي لإعادة اعمار العراق .
وبين السفير البدر بأن الكويت اهتمت بقضايا دولية متعددة تتعلق بمسائل الصحة ، الفقر ، الهجرة ، واللاجئين في ظل تنامي عددهم وبلوغهم لأكثر من 60 مليون لاجئ مضيفا بأنه حتى عام 2016 اعتُبرت الكويت سادس أكبر جهة مانحة للمفوضية السامية للاجئين في العالم ، كما أشار السفير نجيب البدر إلى أحد أدوات وعوامل نجاح السياسة الخارجية يتعلق بالدور الذي يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تعزيز جسر الصداقة والتضامن مع العديد من الدول النامية ، منوها بالدور النشط الذي يقوم به الصندوق الكويتي في منطقة الباسفيك في تمويل المشاريع الإنمائية.
وذكر السفير البدر بأنه على الرغم من انخفاض أسعار النفط في السنوات القليلة الماضية التي تسببت في مصاعب مالية لكثير من البلدان في جميع أنحاء العالم إلا أن الميزانية العامة القوية في الكويت ومستويات الثروة العالية سمحت لها بالتصدي للأزمة بمرونة ملحوظة بسبب الإصلاحات المالية الايجابية إلى جانب الإدارة الممتازة للديون وبشكل يسهم في تحقيق رؤية حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت ـ حفظه الله ورعاه ـ لعام 2035 وتطلعاته لتحويل الكويت إلى مركز مالي ، وأضاف البدر بأن النفط والغاز يشكل نحو 60 % من الناتج المحلي الإجمالي و 94 % من عائدات التصدير وان الكويت لديها ما يقرب من 101.5 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية المؤكدة وبشكل مكنها من احتلال موقع خامس اكبر احتياطي نفطي في العالم ، وحول منافسة الوقود الأحفوري للنفط ، بين السفير البدر بأنه على الرغم من عدم اعتقاده في المنافسة إلا أن الكويت تنظر في تنويع مصادر الدخل وإيجاد بدائل في هذا الإطار .
وحول التجربة الديمقراطية في الكويت أوضح السفير البدر بأن دولة الكويت تعد أحد أكثر الديمقراطيات حيوية في منطقة الشرق الأوسط وأنها أول دولة خليجية تنشئ برلمانا منتخبا في عام 1963 منوها بأن روح الديمقراطية متأصلة في المجتمع الكويتي وتنعكس في السلوك الذي يحكم العلاقة بين الأسرة الحاكمة ومواطنيها حتى قبل ظهور دولة الكويت الحديثة بوقت طويل من خلال دواوين أو برلمانات محلية صغيرة والتي كانت شائعة في أحياء الكويت القديمة والتي تناقش مسائل اجتماعية واقتصادية وسياسية .
وأشاد السفير البدر بما تتمتع به المرأة الكويتية من تاريخ حافل من النشاط السياسي والاجتماعي والذي بدأ قبل استقلال دولة الكويت منوها بما لعبته المرأة الكويتية من دور كبير في مقاومة الغزو العراقي في عام 1990 ، وموضحا بأن النساء في الكويت يتفوقن في عدد الرجال في القوى العاملة .
وحول دور مجلس التعاون ، أكد بأن الكويت تؤمن بالدور الذي يمكن أن يسهم به مجلس التعاون في الأمن والاستقرار الدوليين كونها صاحبت المبادرة في إنشائه في عام 1981 ، موضحا بأن العديد من الدول الصغيرة استطاعت مواجهة عدد من التحديات من خلال استيعاب المتغيرات الإقليمية والدولية والتعامل معها بواقعية واتخاذ إجراءات وقائية وهو ما يدفع بدول مجلس التعاون أن تواجه هذه المخاطر مجتمعة ، وفيما يتعلق بوساطة الكويت في الأزمة الخليجية ، عبر السفير البدر عن تفاؤله بحل وانفراج الأزمة وتطلع الكويت إلى استضافة القمة الخليجية في ديسمبر القادم .
يذكر بأن جامعة أستراليا الوطنية تعد الجامعة الأولى على مستوى أستراليا وتحتل المرتبة 20 على العالم لعام 2017 .